دور ثوار ناحية غارداية في إجهاض مؤامرة فصل الصحراء في المفاوضات الفرنسية الجزائرية

Abstract

يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على بداية تركيز اهتمام سلطات الاحتلال الفرنسية بالمناطق الجنوبية الجزائرية الذي ازداد أكثر مع اكتشاف حقول الطاقة الغاز والبترول في الصحراء، ومع اندلاع الثورة التحريرية بدأت الدعاية الإعلامية الفرنسية في الترويج لفكرة مفادها إن سكان الصحراء والمناطق الجنوبية لست لهم علاقة بكل ما يحدث في المناطق الشمالية الملتهبة بفعل اندلاع الثورة التحريرية فهم سكان مسالمين، ولقد كان الغرض من ذلك هو التمهيد لمؤامرة فرنسا الرامية لفصل الصحراء الجزائرية عن شمالها، وقد كان رد قيادة الثورة على مساعي فرنسا الانفصالية سريع، وذلك بتحريك وإرسال العديد من بعثات عسكرية نحو المناطق الجنوبية بغرض تفعيل العمل الثوري في هذه المناطق، وقد كانت ناحية غارداية على أتم الاستعداد، وذلك بفضل بعض المناضلين من أبنائها، كانت مهيكلة ومنظمة عسكريا وسياسيا منذ مدة، ونظراً لأهمية ناحية غارداية وتفردها عن باقي المناطق الأخرى بما تميزت به من ثنائية مذهبية وعرقية لسكانها رأت سلطات الاحتلال بأنها المنطقة والبؤرة الأصلح والأكثر خصوبة لتمرير مشروعها الرامي للانفصال، وقد كان لتدخل ووقوف فرق جيش التحرير الوطني بكل قوة وحزم في المنطقة في وجه مخططات فرنسا الانفصالية الدور الكبير في إجهاض مشروعها وذلك بفتح جبهة شديدة السخونة في المنطقة بحيث تحولت ناحية غارداية إلى ميدان وساحة قتال حقيقية ضد قوات العدو التي واجهت حربا حقيقية في المنطقة بشن سلسلة من كمائن واشتباكات ومعارك الضارية قادها أفراد جيش التحرير الوطني فكان لوقع تلك المعارك والاشتباكات صدى كبير  والدليل القاطع على تكذيب ادعاءات فرنسا التي كانت تعّول على المنطقة باعتبارها محور ارتكاز أساسي لتمرير مخططاتها.